السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم الترشيحات العديدة التي تؤكد خروج المنتخب النمساوي من الدور الاول لبطولة كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008) التي تستضيفها بلاده بالتنظيم المشترك مع سويسرا يظل الفريق متمسكا بالامل والتفاؤل قبل انطلاق فعاليات البطولة التي تقام من السابع إلى 29 حزيران/يونيو المقبل.
ويرى الكثيرون أن المنتخب النمساوي سيكون الاسوأ والاقل ترشيحا من بين جميع منتخبات الدول التي أقيمت البطولة في ضيافتها.
وما يضاعف من ذلك الشعور وهذه الرؤية أن المنتخب النمساوي فشل في الحفاظ على تقدمه 3/صفر في المباراة الودية التي خاضها أمام نظيره الهولندي في 26 آذار/مارس الماضي وتحولت النتيجة إلى فوز المنتخب الهولندي 4/3 رغم إقامة المباراة في النمسا.
وقال أندرياس إيفانشيتز قائد المنتخب النمساوي "نرغب في التأهل لدور الثمانية على الاقل. وربما نستطيع التقدم لاكثر من ذلك".
وربما يتسم هذا التصريح بالجرأة والجسارة في ظل احتلال المنتخب النمساوي للمركز 102 في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم ليكون الترتيب الاسوأ بين جميع المنتخبات الستة عشر المشاركة في البطولة.
ولم يحقق المنتخب النمساوي سوى فوز واحد في المباريات التي خاضها منذ تشرين ثان/نوفمبر 2006 كما واجه حملة عامة صاخبة حيث طالبته الجماهير بالاعتذار عن عدم المشاركة في البطولة باختياره قبل أن يتعرض للخزي المتوقع له في المجموعة خاصة مع وقوعه في مجموعة صعبة مع منتخبات ألمانيا وكرواتيا وبولندا.
وأصبح افتقاد القوة البدنية سمة مميزة للمنتخب النمساوي وظهر ذلك بوضوح في المباريات التي خاضها الفريق في الاونة الأخيرة وكان منها المباراة التي خسرها أمام هولندا 3/4 .
وكان المنتخب النمساوي ندا عنيدا لنظيره الالماني في الشوط الاول من المباراة الودية التي جمعتهما في السادس من شباط/فبراير الماضي ولكنه خسر صفر/3 في هذه المباراة.
ودافع المدرب جوسيف هايكرشبيرجر /59 عاما/ عن لاعبي فريقه لكنه اعترف بأنه على الرغم من تمتعهم بلياقة جيدة في الشوط الثاني فشل اللاعبون في استغلال الفرص التي سنحت لهم.
وقال هايكرشبيرجر "إنهم مستعدون بدنيا ويقطعون مسافات طويلة عدوا والبيانات توضح ذلك. إنها مشكلة في نظام توفير طاقتهم. إنهم لا يستغلون طاقاتهم بالشكل الملائم سواء كان ذلك بدنيا أو ذهنيا".
ودافع هايكرشبيرجر عن قراره في الاعتماد على فريق يتسم بعنصر الشباب بدلا من الرد على الانتقادات التي وجهت إليه بسبب استبعاد اللاعبين أصحاب الخبرة مثل إيفيكا فاستيتش وماريو هاس.
وأكد هايكرشبيرجر على وجود جوانب إيجابية في الفريق وقال "معظم اللاعبين يبجهدون جهدهم بعد تسجيل الأهداف وينسون أن المباراة تستمر 90 دقيقة. وسيتحسن ذلك مع اكتسابهم الخبرة".
وكان هايكرشبيرجر المسئول عن الفريق خلال الهزيمة التي مني بها أمام منتخب جزر فارو في عام 1990 وهي الهزيمة التي ما زالت موجعة ومزعجة لمشجعي كرة القدم بالنمسا والذين طالبوا في الفترة الماضية باستقالة هايكرشبيرجر.
ويرى إيمانويل بوجاتيتز مدافع فريق ميدلسبره الانجليزي والمنتخب النمساوي وجود بعض المشاكل في اللياقة البدنية بالمنتخب النمساوي "إنه قصور. والجميع يجب أن يعملوا على رفع لياقتهم البدنية".
ويمثل هيلجه باير حارس مرمى رابيد فيينا عنصرا بارزا في المنتخب النمساوي وكذلك كل من المهاجمين رولاند لينز ومارتين هارنيك والمدافع سيباستيان برويدل وكذلك إيفانشيتز قائد الفريق ونجم نادي باناثينايكوس اليوناني.
ورغم ذلك تتضاعف الترشيحات ضد المنتخب النمساوي لانه منذ فوزه على منتخب ترينيداد وتوباجو في تشرين ثان/نوفمبر 2006 لم يحقق الفريق سوى فوز واحد وكان على المنتخب الايفواري 3/2 في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
ودفعت هزيمة الفريق أمام نظيره الانجليزي صفر/1 في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وسائل الاعلام الانجليزية إلى وصف المنتخب النمساوي بأنه الاسوأ في تاريخ منتخبات الدول المضيفة للبطولات الكبرى.
وتعرض الاتحاد النمساوي لكرة القدم إلى انتقادات أيضا من المشجعين واللاعبين السابقين بسبب إهماله في التخطيط لرعاية وتدريب المواهب الشابة الجديدة بالاضافة لاتهامه بأنه يعتمد في إدارة أمور على مجموعة من الموظفين ليس لهم فكرة عن كرة القدم.
وتفضل الاندية النمساوية في نفس الوقت التعاقد مع اللاعبين الاجانب أكثر من التعاقد مع لاعبين من النمسا.
ولسوء الحظ أن كل هذه المشاكل لم تستطع تحفيز المنتخب النمساوي حيث يعتقد لاعبوه حتى الان أن الهزيمة بفارق ضئيل من الاهداف أمام الفرق الكبيرة يمثل أداء جيدا.